مجتمع

بني ملال..أصوات المتطوعين تتعالى لتدبير شح المياه

بني ملال..محمد البحري/التحدي الإفريقي

بمناسبة اليوم العالمي للماء وتحت شعار ” الحفاظ على الموارد المائية مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع”،
نظم الهلال الأحمر المغربي بني ملال وجمعية مجموعة الأفق لبناء القدرات بتنسيق مع جمعية أولاد بوبكر للتنمية المحلية اياما تواصلية لاستحضار استراتيجيات تدبير ندرة الموارد المائية بجهة بني ملال خنيفرة وتدارس السبل الكفيلة والاسهامات الممكنة لمواجهة الخصاص في الماء الصالح للشرب، ومياه الري ”. يومي 21 و22 مارس 2024 بكل من مقر جمعية أولاد بوبكر للتنمية المحلية والمركب الثقافي والاجتماعي للهلال الأحمر المغربي ببني ملال.

وتندرج هذه اللقاءات في إطار الاحتفال باليوم العالمي للماء، وتفعيل توصيات المؤتمر الدولي للمناخ cop 21 المنعقد بباريس والمتعلقة بالتنمية المستدامة والمندمجة للموارد المائية والمحافظة على البيئة من جهة وسياق مرتبط بالأزمة المائية الحادة ومعاناة السكان مع الخصاص الكبير في الماء الصالح للشرب، التي تعاني منها جل أقاليم جهة بني ملال خنيفرة. ويعزى ذلك الى الظروف الطبيعية والمناخية القاسية الناجمة عن التغيرات المناخية من جهة، والى السلوكيات والعقليات غير المسؤولة في التعامل مع هذه المادة الحيوية، سواء في الاستعمال اليومي لها او في الاستعمالات الخاصة بالمجال الفلاحي. سلوكيات وصفت بالتبذير والهدر بدل التدبير والتثمين، في ضل رؤى غير واضحة المعالم فيما يتعلق بتدبير الندرة المائية بشكل عام…

وقد هدفت اللقاءات، حسب المنظمين، إلى فتح نقاش جماعي تشاركي مع عينة من الفاعلين المحليين، من ممثلي الجمعيات المعنية بالشأن المائي وكذا عينة من العاملين بالقطاع الفلاحي وثلة من متطوعي الهلال الأحمر المغربي من اجل إنتاج أفكار ورؤى وخطط واستراتيجيات يتم بلورتها إلى مشاريع لتدبير وتثمين الندرة المائية…
وفي سياق تشخيص واقع حال تدبير المخزون المائي بشكل عام، وقف المتدخلون والمتدخلات على مجموعة
من تمظهرات الاهمال التي تطال الجهة، ” لقد اضحى موضوع تدبير الماء يكتسي الأهميةَ ذاتَها التي يكتسيها تدبير
الحياة برمّتها. لأن نُضوبَ الماء يعني نهايةَ الحياة على الأرض. كما أن نقصَه أو تلوثَه يقود الى العيش حياةً ضنكاً
الموتُ أهونُ من تجرّعِ مراراتها. ولعل الوعي بهذه الحقيقة قد يجعل الناس يعيدون النظر في طريقة تعاملهم مع هذه المادة الحيوية. يقول منسق برامج الإسعاف والاستعجال والصحة العامة بالهلال الأحمر المغربي.


هذا ومن وجهة نضره صرح رئيس جمعية مجموعة الأفق لبناء القدرات قائلا:” إن لحظةَ الحقيقةِ قد لاحت في الافق وإن ناقوس الخطر قد دقّ، ما علينا الا ان نكتف جهودنا والعمل سويا لتدارك ما يمكن تداركه لإنقاذ كوكبنا.
وكيف لا وقد افادت الدراسات أن ثلث سكان العالم يعيشون دون مصدر آمن للماء الصالح للشرب وأن ثلثاه بدون شبكات تطهير”.

كيف لا وأننا نعي ان منسوب المياه الجوفية العالمي ينخفض بـ 1 بالمائة كل سنة؟ كيف لا وقد تضاعفت النزاعات بين الناس بسبب الماء ثلاثة أضعاف في العقدين الأخيرين؟
وما بلدنا عن كل هذا ببعيد، ما لم يتم سد الثغرات التي تم تشخيصها، ورصد الصفوف كل من موقعه مع العزم والحزم اللازمين لوقف التبذير وترسيخ الحَكامة وحسن التدبير. أضاف رئيس جمعية مجموعة الأفق لبناء القدرات.
هذا وارتباطا بالموضوع أشار المشاركون والمشاركات إلى أن الأزمة المائية الحادة التي تعاني منها الجهة، ومعاناة الساكنة مع الخصاص الكبير في الماء الصالح للشرب، وغياب أية ارادة فعلية لدى لذي الفعاليات المجتمعية لإيجاد حلول لهذه المعضلة والتخفيف من معاناة السكان.


وفي مداخلة لأحد مالكي الضيعات الفلاحية التي طالها جفاف اذى الى اجتثاث اشجارها المتمرة قال:
”في ضل الوضعية المقلقة التي يعيشها الفلاح مع الاكراهات الطبيعية القاسية والمتعلقة بشح التساقطات المطرية، الجفاف وندرة الموارد المائية السطحية والباطنية …. والظروف الاقتصادية والاجتماعية المزرية بفعل تدهور الانتاج وضعف الدخل الفردي، وضعف مستوى المعيشة امام موجة الغلاء الفاحش، أصبحت حياتنا مهددة وأضحى مستقبلنا مجهولا”.


وفي مداخلة له باسم جمعية أولاد بوبكر للتنمية المحلية و الماء الصالح للشرب قال حميد ناصري:
”قد انخرطنا ومند سنوات مضت بمجموعة مبادرات لتدبير شح المياه الدي تعرفه المنطقة، فعملنا على تأسيس جمعية تعنى بتدبير الشأن المائي وكرسنا جهودنا للحصول على قطعة أرض تم تفويتها لجمعيتنا بهدف حفر بئر عليها حنى يتم من خلاله تزويد ساكنة منطقتنا -والتي تعرف عطشا شديدا -بالماء الشروب، وهو مشروع قيد الإنجاز تكفلت به الجماعة بتنسيق معنا حتى نهاية الاشغال. وككل مناطق جهتنا يلاحظ ان هناك نقص فيما يتعلق بالوعي المتعلق بتدبير الشأن المائي، وأننا عاقدون العزم للانخراط الى جانب الهلال الأحمر المغربي ببني ملال وشركائه لأجرئه جميع مبادراته ومشاريعه الإنسانية.
وخلصت اللقاءات التواصلية باقتراح مجموعة من المبادرات والمشاريع الهادفة الى نشر الوعي وتغيير السلوك البشري لوقف التبذير وترسيخ الحَكامة وحسن تدبير الماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى