في ظل تفشي متحور “أوميكرون” الفيروسي الذي أرخى بظلاله على الوضعية الصحية العامة بالمغرب، اختارت مجموعة من الفعاليات الوطنية الاحتفاء بمناسبة رأس السنة الأمازيغية عن بعد، فيما اختارت فعاليات أخرى تخليد هذه الذكرى التاريخية عبر تجمعات صغيرة لا تتجاوز نطاق الأسرة والأصدقاء.
ولم تحل الجائحة دون الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2972 في المملكة المغربية، إذ استبق البعض الحدث بإعلان ندوات ثقافية عبر منصات التواصل الاجتماعي، فيما أعلن البعض الآخر تنظيم حفل مصغر يتم نقل حيثياته بواسطة منصة “فيسبوك”.
عادل أداسكو، ناشط أمازيغي، قال إن “الفعاليات الأمازيغية تعطي لهذا اليوم ما يستحقه، لأن له علاقة بالأرض وهويتنا التاريخية، وبعيد كل البعد عن الأديان السماوية”، ثم زاد أن “الاحتفالات بقدوم السنة الأمازيغية الجديدة انطلقت قبل أسبوع عن موعدها المعتاد، وهذا ما يؤكد أن الاحتفال بالمناسبة أصبح شعبيا وبعموم تراب المغرب”.
مضيفا، أن “الاحتفال لم يعد يقتصر على المناطق الجبلية؛ بل أصبحت معظم العائلات القاطنة بالمدن الكبرى تحتفي بهذا اليوم المقدس عند الأمازيغ، لأن له علاقة بالأرض والانتماء إلى هذا الوطن”.
وتابع الناشط ذاته: “لقد بادرنا من داخل هيئة ‘شباب تامسنا الأمازيغي’ إلى إطلاق الاحتفالات بالسنة الأمازيغية الجديدة بالمهدية (بين الرباط والقنيطرة)، بتنظيم أمسية فنية متنوعة، شهدت حضور مجموعة من النشطاء والفعاليات الأمازيغية، إلى جانب نجوم رياضيين ينتمون إلى منطقة تامسنا (سلا، الرباط، القنيطرة)، وأعضاء ‘شباب تامسنا’ وأفراد من عائلاتهم”.
واستطرد أداسكو: “كان الحفل ناجحا من خلال تعريفه بالمناسبة وتقاليد إيمازيغن، وتقديمه أكلات تقليدية (كسكسو، إلبوبرن، بركوكس، تاكلا) معروفة في هذه المناسبة، إلى جانب عروض فنية موسيقية لفنانين أمازيغ وفرقة أحواش”، شارحا أن “هذه السنة الأمازيغية مختلفة عن بقية السنوات الماضية، إذ كان التخليد ينحصر على الفضاء العام، خاصة في الساحة المقابلة مع البرلمان”.“اليوم اخترنا الفضاء المغلق لتخليد الحدث، حرصا منا على احترام بروتوكول الوقاية من انتشار فيروس كورونا، تجنبا للتجمهر، على أساس أننا سوف ننظم وقفة رمزية أمام البرلمان بالمناسبة، لن يعلم بتوقيتها سوى أعضاء الهيئة، تجنبا للتجمهر وسلامة المواطنين”، يورد الناشط عينه.
وختم المتحدث تصريحه بالقول: “الأمازيغ، اليوم، محبطون بسبب عدم تجاوب المسؤولين مع مطلب إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا. وكان أملنا كبيرا خاصة هذه السنة بعد ترؤس حزب التجمع الوطني للأحرار الحكومة الحالية، علما أن ‘حزب الحمامة’ خلال حملته الانتخابية الأخيرة رفع شعار تفعيل الطابع الرسمي وإعطاء الأمازيغية ما تستحقه من عناية، واليوم ملتمس إقرار رأس السنة الأمازيغية في يد أعلى سلطة بالبلاد، والمغاربة ينتظرن تجاوب الملك مع المطلب الشعبي الذي يرسخ ثقافتنا وهويتنا الأمازيغية”.
Discussion about this post