د/ لحو عبيبي
تخليدا للذكرى 68 لملحمة ثورة الملك والشعب المجيدة بما يليق بها من مظاهر الاعتزاز والإكبار والإجلال، وإبرازا لدلالاتها الرمزية وأبعادها العميقة وإشاعة لقيمها النبيلة في أوساط الناشئة والشباب والأجيال الجديدة، فقد نظم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمريرت يوم الجمعة 20 غشت 2021 ندوة علمية وفكرية عن بعد في موضوع: “ذكرى ثورة الملك والشعب ملحمة وطنية متجددة” شارك فيها ثلة من الأساتذة الباحثين والأكاديميين الذين أغنوا هذه الندوة العلمية بمداخلاتهم القيمة. وقد استهلت أشغال فعاليات هذه العلمية المباركة بكلمة افتتاحية ألقتها السيدة سعيدة بعلاه القيمة على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمريرت ذكرت فيها بسياق تنظيم الندوة التي تتزامن وتخليد الذكرى 68 لملحمة ثورة الملك والشعب المجيدة، وعرفت بالسادة الأساتذة الباحثين المشاركين في فعاليات هذه الندوة الفكرية والعلمية عن بعد وبمداخلتهم القيمة.
وقد تناولت المداخلة العلمية الأولى بعنوان: “المنطقة الخليفية وثورة الملك والشعب قراءة في المواقف والمسارات” قدمتها الأستاذة الباحثة حفصة أعبود –أستاذة مادة الاجتماعيات بالأكاديمية الجهوية لطنجة تطوان، وطالبة باحثة بسلك ماستر شمال المغرب- تناولت بيبليوغرافيا بعض الدراسات التي اهتمت بأصداء ثورة الملك والشعب في المنطقة الشمالية حيث أكدت بأن جل هذه الدراسات “لم تسهب في الحديث عن الموضوع سوى في إشارات ونتف قليلة لا تتعدى أسطر في الغالب” حسب قولها، كما تناولت موقف اسبانيا من نفي السلطان محمد الخامس وسياستها في شمال المغرب إبان هذه الفترة حيث وقفت اسبانيا إلى جانب الوطنيين وساندتهم في احتجاجاتهم وقدمت لهم يد العون والمساعدة، واختتمت الأستاذة الباحثة حفصة أعبود مداخلتها بالحديث عن دور النساء في المنطقة الخليفية والأدوار الطلائعية التي لعبتها المرأة في هذا المجال في خضم انعكاسات وأصداء نفي السلطان محمد الخامس في المنطقة الشمالية.
فيما تناولت المداخلة الثانية الموسومة ب: “العوامل الداخلية والخارجية الممهدة لثورة الملك والشعب” التي قدمها الأستاذ الباحث محمد المزيوي، أستاذ مادة الاجتماعيات بالأكاديمية الجهوية فاس مكناس، وطالب باحث في سلك ماستر تاريخ المغرب بجامعة محمد الخامس بالرباط- الوضع العام الداخلي والخارجي بالمغرب بعد توقيع معاهدة الحماية في 30 مارس 1912 والأحداث التاريخية التي تلتها، بعدها انتقل للحديث عن السياق العام لحدث ثورة الملك والشعب والتي ميز فيها بين العوامل الخارجية والعوامل الداخلية التي تمثلت في الزيارة التاريخية للسلطان سيدي محمد بن يوسف لطنجة في 09 أبريل 1947 وما نتج عنه من تأزم العلاقة بين القصر الملكي والإقامة العامة الفرنسية التي دبرت مكيدة نفي السلطان محمد الخامس إلى المنفى يوم 20 غشت 1953، هذا الحدث الشنيع الذي ساهم في شكل مباشر في تنظيم ثورة الملك والشعب المجيدة.
أما الداخلة الثالثة المعنونة ب: “ثورة الملك والشعب: وحدة وطنية ومحطة حاسمة في استرجاع السيادة المغربية” والتي قدمها الأستاذ الباحث أسامة هندي –أستاذ مادة الاجتماعيات بالتعليم الثانوي التأهيلي بأكاديمية جهة الدار البيضاء سطات، طالب باحث بسلك الماستر بجامعة الحسن الثاني- فقد تناول فيها ثورة الملك والشعب التي جسدت أورع صور التلاحم في مسيرة الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي الوفي بقيادة العرش العلوي الأبي في سبيل حرية الوطن واستقلاله ووحدته، فمنذ اندلاعها أعلنها المغاربة ثورة شعبية على المستعمر واختاروا عن طواعية وبإرادية وقناعة العمل الفدائي والمواجهة المباشرة والمقاومة المسلحة في المدن والقرى، فانطلقت سلسلة من العمليات السرية والضربات القوية والموجعة في صفوف القوات الاستعمارية والمتعاونين معها من خلال تفجير القنابل وتخريب وإضرام النار في الضيعات الفلاحية والممتلكات والمنشات التي يستغلها المستوطنون الذين استهدفتهم حركة المقاومة التي أسست تنظيماتها وخلاياها الفدائية السرية في العديد من المدن المغربية كوادي زم وخريبكة وأبي الجعد …
واختتمت أشغال هذه الندوة العلمية والفكرية عن بعد بالمداخلة العلمية الرابعة بعنوان: “ثورة الملك والشعب: السياق التاريخي والدلالات الرمزية” ألقتها الأستاذة الباحثة الهام عبادي –إطار بمتحف النجارين بفاس، طالبة باحثة بسلك الدكتوراه جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس- سلطت الضوء من خلالها على السياق التاريخي لحدث ثورة الملك والشعب والأحداث التاريخية التي واكبت هذه الملحمة، كما وقفت عند الدلالات الرمزية والتاريخية لهذه الملحمة الوطنية المجيدة.
Discussion about this post