لم يمض كثير على ظفره بلقب كأس الاتحاد الإفريقي حتى جدد فريق الرجاء البيضاوي العهد مع التتويج بانتزاع لقب كأس العرب بهزمه لمنافس سعودي عنيد اسمه اتحاد جدة، في المشهد الختامي.
الـرجاء الذي لم يخسر إلا نهائي واحد منذ 2013، وكان على يد العملاق البافاري بايرن ميونيخ بهدفين دون رد في نهائي كأس العالم للأندية، أثبت أنه ملك المشهد النهائي ولا تكون خاتمة مشاركته في بطولة من البطولات إلا مسكا.
و لعل المتتبع للشأن الكروي ليستحضر كيف أن الـرجاء لم يخيب آمال مناصريه خاصة والمغاربة عامة، بخسارة لقب غالي إلا نادرا جدا، و هو يخوض نهائي بطولة من البطولات إفريقية كانت أو عربية، حتى وهو يقارع الكبار.
و لا ينسى عشاق المستديرة الساحرة عندما تحدى نسور الرجاء التحكيم والممارسات اللاأخلاقية في نهائي عصبة الأبطال الإفريقية أمام الترجي التونسي وانتزعوا الكأس القارية، كما لا ينسوا عودتهم بكأس “الكاف” من البنين بعد إطاحتهم بشبيبة القبائل الجزائري.
كما لا يخفى على المتتبع للفريق الأخضر كيف صال وجال في الأدغال الإفريقية، متحديا كل الظروف غير المساعدة، ولم يرض بغير العودة بالكأس لأرض الوطن وما تتويجه بلقب كأس الاتحاد الإفريقي على حساب فيتا كلوب الكونغولي، ببعيد.
و المثير أن ألقابا قارية وعربية أحرزها الـرجاء الرياضي و هو في أسوء حالاته، حيث يعاني من أزمة مالية خانقة وتركيبة بشرية محدودة، في ظل تسريح أبرز نجومه وعدم القيام بانتدابات في مستوى الفريق، فضلا عن كون الخصم من العيار الثقيل كما هو حال اتحاد جدة السعودي المدجج بالمحترفين وصرف الملايير لانتدابهم.
بكل حيادية وموضوعية، يبقى الرجاء البيضاوي أحسن فريق شرف ويشرف الكرة المغربية في المسابقات الخارجية ولا يخلف الموعد مع التتويج في النهائي وكفى بالأرقام دليلا يخرس ألسنة المجادلين.
و أمام هذا الواقع الذي يفرض نفسه، لا يملك المرء إلا أن يقول هنيئا للنسور الخضر بالكأس العربية والإنجازات الكثيرة، ويحق للـرجاويين أن يفخروا بمخالبها القوية التي تنتزع الكؤوس والألقاب في أحسن الأحوال وأسوئها.
Discussion about this post