تشهد العادات الغذائية في فصل الشتاء بمناطق عديدة من المغرب تغيّرات تفرضها الظروف المناخية في هذا الفصل، المتسم بانخفاض درجات الحرارة، وتساقط الثلوج، وهو ما يفرض اختيار وجبات تبعث الدفء في الأبدان، وتمنح الطاقة اللازمة للأجسام، مع ما تستلزمه الفترة، في المناطق الجبلية على الخصوص، من توفير وسائل التدفئة، لا سيما الحطب، وفي عز البرد القارس.
كما تتنوع أيضا الأطباق والأكلات التي تؤثث موائد ساكنة الأرياف والقرى، وإن كان بعضها لا تخلو منه حتى موائد ساكنة المدن، شوربات وأطباق رئيسية وجانبية ومشروبات، كلهاتحضر في فصل الشتاء، أطباق وأكلات متنوعة، تؤثث موائد ساكنة الأرياف والقرى، وإن كان بعضها لا تخلو منه حتى موائد ساكنة المدن، شوربات وأطباق رئيسية وجانبية ومشروبات، كلها تشترك في كونها مفعمة بمكونات تساهم في تدفئة الجسم ومدّه بالطاقة، وهي أغذية خاصة بفصل الشتاء، يقبل السكان في منازلهم وفي المقاهي الشعبية خلال فترة البرد، على هذه أغذية طاقية لها قيمة غذائية عالية، كما أنها تُحضّر ممزوجة بالتوابل وبعض الأعشاب الطبية والمنسمة، إذ إن المعروف عنها دورها الفعّال في تدفئة الجسم، حيث تختلف طرق التحضير من منطقة إلى أخرى، تبعا للعادات والتقاليد، وللموقع الجغرافي.فمثلا مناطق الأطلس، التي تكتسي البياض في فصل الشتاء، لما تشهده من تساقطات ثلجية مهمة، كل من يزورها يحكي قساوة البرد بها، لكن بالمقابل يكشف حسن ضيافة وجود وكرم السكان، ويتعرف على الأكل المشهورة، يتم طهوها خصيصا لفصل الشتاء، إذ أصبحت عادات غذائية لا يمكن الاستغناء عنها.
ومن بين أنواع الأكلات التي يكثر الإقبال عليها في هذه الفترة من السنة المتسمة بالبرودة، لا سيما في المناطق الجبلية، هناك الحريرة (أزكّيف)، وهي الشربة العادية، التي تعتمد أساسا على الشعير، والإقبال على القطاني، خصوصا البيصارة الممزوجة بالتوابل، ثم تحضير الشاي، الذي لا يخلو من بعض الأعشاب المنسمة، خاصة الزعتر، التي لها خصوصيات بعث الدفء في الأجسام، ومن الأكلات الأخرى في مناطق سوس، الجبلية منها على الخصوص، أكلة العصيدة، أو تاكلّا، التي أساسها الشعير أو الذرة، وغالبا تُستهلك مع زيت الأركان.كما يكون الإقبال في هذه الفترة أيضا على بعض المجففات، مثل التين الأسود الذي تُعرف به المناطق الجبلية، وفاكهة الصبار التي يتم تجفيفها في فصل الصيف وتُخزّن حتى حلول فصل الشتاء.وحسب بعض تصريحات سكان المناطق الساحلية تعرف المنطقة إقبال على أكلة بلح البحر (بوزروك)، الذي من خصوصياته استهلاكه باستعمال التوابل، خاصة الثوم، حيث يُخزن أهالي هذه المناطق بلح البحر بعد تجفيفه لاتخاذه وجبة أساسية في فترات البرد القارس”.
هي إذن أنماط غذائية خاصة بفصل الشتاء، تتقاسم غالبية مناطق سوس طرق تحضيرها ومقاديرها المستعملة في التحضير، غير أنها تشترك في كونها سلاحا للساكنة المحلية في أيام الشتاء الباردة، لا سيما في الأيام المعروفة بـ”الليالي”، التي تشهد انخفاضا شديدا في درجات الحرارة، ما يستلزم التسلح، بعد طبقات من الملابس، بتغذية تجعله الجسم يُقاوم موجات البرد.
✍️رشيد اشريفي: صحفي متدرب
Get real time update about this post categories directly on your device, subscribe now.
Discussion about this post