البداوي إدريسي
مقاطعة العيايدة سلا إلى أين…..!؟
نزهنا أنفسنا عن توظيف الحسابات الشخصية و الذاتية و تفاديا نشرها إيمانا منا بأن الصحافة لم تكن أبداً وسيلة لتصفية الحسابات، وإنما هي عنوان لإظهار الحقائق و إبراز مكامن الخلل و الضعف في ما يخص التسيير و التدبير المحلي و التنبيه إلى التجاوزات. و فضح ممارسات من يأبون أن يتعسفوا على المواطنين، وبالتالي لمساهمة قدر الإمكان في تقويم الإعوجاج تغليبا للمصلحة العامة على الخاصة، أما الحسابات الذاتية فلا مجال لتوظيفها إعلاميا.
كان سكان العيايدة يطمحون أن تشكل التجربة الجديد، قطيعة مع سلبيات الماضي و طقوسه البالية التي أسهمت في أوج الخيار الديمقراطي في تدبير الشأن المحلي، و كانوا يتوقعون أيضا أن تكون النخب التي أفرزتها الصناديق الزجاجية قادرة على ترسيخ قيم تدبيرية مثلى تتأسس على الحكامة و ثقافة الواجب، و قيم المواطنة الإيجابية، و العمل على صون مصداقية الإنتقال باتجاه مرحلة المردودية و المواجهة لحصد الرهانات المتجاوبة مع معطيات المرحلة، لكن واقع الحال أثبت العكس من خلال ظهور مؤشرات و أعراض العجز و الفشل في قيادة المرحلة. فرغم ما تعرفه منطقة العيايدة من اختلالات بنيوية كبرى، و تصدع غائر، تستلزم من كل مكونات العيايدة تدارك الوضع لإنقاذها. فإن الوضع الحالي يؤشر بجلاء على تواضع فاعلية النخب في جر العيايدة نحو الرقي و الإزدهار، كما يؤشر أيضا على أن البرامج الإصلاحية التي سطرت قد تعرضت للإجهاض من لدن كائنة انتخابية تسعى بكل الوسائل إلى تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، بإسهامها في اغتيال كل مبادرة داعمة تتوخى الإقلاع، و الخروج بالمنطقة من متاهات التنظير و التسويف التي أتعبت الساكنة.
لقد كان من المفروض أن تجسد المنطقة النموذج الأمثل لنجاح خيار ديمقراطية الأداء المؤسساتي و صيانة المال العام من العبث و التسيب، لكن واقع الحال يجسد من خلال صور دالة على العجز في بلورة إستراتيجية تنموية هادفة و طموحة تتقاطع مع حجم المنطقة التي تتوفر على كثافة سكانية تتطلع ساكنتها إلى المستقبل واعد و أفق مطمئن، يقطع مع ماض استغرق زمانه في إذكاء أمور سياسيوية جانبية ضيعت على المنطقة فرص تنموية عديدة.
Discussion about this post