مع بداية جائحة كورونا وجد سكان العالم أنفسهم أمام خيار وحيد، و هو ارتداء الكمامة الواقية لتفادي تفشي عدوى فيروس كورونا المستجد، كإجراءوقائي ضمن سلسلة التدابير المعمول بها على الصعيد العالمي و التي توصي عليها منظمة الصحة العالمية، كما فرضت الدول بما فيها المغرب إلزامية ارتداء الكمامة بموجب القانون، و أقرت غرامات مالية و عقوبات حبسية تتراوح مدتها ما بين شهر و ثلاث أشهر، لكل مخالف لهذا القرار الذي نشر بالجريدة الرسمية في الثامن من شهر أبريل الماضي.
وكطريقة للتعايش مع مستجد إلزامية ارتداء الكمامة، التي كانت في السابق حكرا على الأطقم الطبية و العاملين في ورشات البناء، عمد عدد من المصممين إلى ابتكار أشكال متنوعة لهذه الكمامات، حيث أصبحت جزء من الاكسسوارات المعمول بها خلال هذه الفترة في عالم الموضة، إذ أدخلت عليها تحسينات و أصبحت تصنعها شركات أزياء عالمية بمبالغ ضخمة و أحيانا مبالغ فيها، مما جعلها في نظر كثر تحيد عن غايتها الأساسية المتمثلة في الوقاية لتصبح شكل من أشكال الترف.
كما أصبح المصممين يختارون أثواب الكمامة بعناية، حيث وصلوا حد التطريز و رسم شعارات أعلام الدول و الأندية الرياضية أو إحدى الشخصيات الكرتونية المحبوبة لدى الأطفال، في محاولة لبعث روح التفاؤل على وجوه طمست الكمامة ملامحها.
ووفق إستطلاع للرأي قامت به “وكالة الأنباء للمغرب العربي”، في شوارع و محلات العاصمة الإقتصادية، اعتبرت فئة أن الكمامات التي يتم إدخال تحسينات عليها ترفا مبالغ فيه، فيما رأت في ذلك فئة أخرى مورد رزق فرضته الوضعية و الوبائية تنتعش منها فئات معينة، كما ترى فئة اخرى أن الكمامات المصنوعة من الثوب إقتصادية لكونها تستعمل أكثر من مرة، و مقابل ذلك اعتبر عدد من الأشخاص أن الكمامة الأحادية الاستعمال أكثر فعالية، بما أنها تستعمل لمرة واحدة.
وتبقى الكمامة كيفما كان نوعيتها ومكوناتها الوسيلة الأفضل للوقاية من خطر تفشي الفيروس التاجي، و التي تتطلب تدابير وقائية أخرى تتمثل في التعقيم و الغسل المستمر لليدين، و احترام شرط التباعد الإجتماعي، و تعقيم المحيط و التهوية المستمرة للأماكن المغلقة، و تجنب ملامسة الفم و العين و الأنف بعد ملامسة الأسطح الخارجية دون تنظيف اليدين.
✍️ رشيد اشريفي: صحفي متدرب
Discussion about this post