بقلم مولاي زايد زيزي
بناء بارتباط اسم آيت منا بفريق شباب المحمدية، لن نخالف مقولة تذكر غالبا في دعاء الاستمرارية في كل ما هو إيجابي والمنحصرة في’’خير خلف لخير سلف’’.
ولا ننسى التاريخ الحافل للفريق الذي تأسس سنة 1948 إبان حقبة المعمر الفرنسي، بعدما انسحب فريق ’’فضالة سبور’’ من التباري. وتحققت الألقاب بعد الصعود إلى فرق الصفوة في نهاية موسم (1960-1961)، بفضل التسيير المحكم لرئيسه المرحوم الحاج آيت منا، الذي كان له الفضل في وضع الشباب على طريق تحقيق الألقاب حيث فاز بالكأس المغاربية سنة 1972 بعدها توج بالكأس سنة 1975 ثم فاز بالبطولة سنة 1980.
نكتفي بهذه السطور تذكيرا للتاريخ الحافل للفريق الذي أعطى نجوما لكرة القدم الوطنية، مثل النجم أحمد فرس ورفاق دربه عسيلة وحدادي وغيرهم.
لكن مع الأسف، عاش الفريق سنوات عجاف وطال مكوثه بالقسم الوطني الثاني وتارة بقسم الهواة، بين الاندحار والتشبث بالبقاء رغم المجهودات والمحاولات اليائسة التي قام بها رؤساء الفريق الغيورين، الذين تحملوا عبئ المسؤولية في أوقات الأزمات المتشابكة التي كان يتخبط فيها الفريق.
هذا، ونذكر على سبيل المثال الشخصيات التي ساهمت في استمرارية الفريق، رغم الأزمات، على رأسهم السيد أسامة ناصري الذي أعطى الكثير للفريق إضافة الى السادة، ولد النهيري وكرم محفوظ والزياتي والمتوكل وكل فسيفساء الجمهور العاشق لفريقه إلى النخاع.
بفضل هؤلاء وهؤلاء استطاع فريق شباب المحمدية الاستمرارية والمثابرة إلى أن جاء الحكيم ابن الحكيم، هشام آيت منا، الذي أخذ المشعل بكل إخلاص وتفاني وغيرة زائدة بعدما تم انتخابه رئيسا للفريق أثناء انعقاد الجمع العام العادي يوم الخميس 4 يناير 2018، بحضور 33 منخرطا، تحت رئاسة الحاج أحمد فرس صاحب الكرة الذهبية، لكونه أكبر سنا وسط الحاضرين. وتم تكليفه قبل تشريفه بالإجماع باستثناء صوت معارض واحد، تكريسا للشرعية. (من لا معارضة له شرعية له).

وضمن التصريحات الأولى للرئيس الجديد للصحافة، أكد أن لديه ’’مشروعا متكاملا للنهوض بأوضاع فريق شباب المحمدية، انطلاقا من الملائمة مع القانون لتحويل النادي إلى شركة والعودة إلى المكانة التي يستحقها الفريق ضمن الأندية الكبيرة بالمغرب’’.
التزم الرئيس الشاب هشام آيت منا بوعوده، ورسم خريطة طريق محكمة رفقة أعضاء مكتبه، المتكون من نخبة شخصيات محلية لها صيتها في ميدان التسيير، كل وتخصصاته من ضمنهم، جمال الصديقي ومحمد علالي نائبين للرئيس، وسعيد قرقوبي أمينا للمال، ونائبه سعيد جميل وهشام زغدود كاتبا عاما ونائبه محمد لحلو ونور الدين الزياتي وحسن الباكوري مستشارين

أبان الرئيس عن علو كعبه في ميدان التسيير والتخطيط الاستراتيجي، منفتحا على جميع الجبهات ومخترقا لأغلب المعاقل بدءا من استقطاب لاعبين مرموقين كنواة للفريق. عرف كيف يواجه الانتقادات ويفرض المفهوم الجديد للديمقراطية التشاركية بتواصله المستديم مع جميع الفئات المحبة للفريق، أخذا بالنصائح والتوصيات والتوجيهات مستغلا علاقاته الإنسانية داخل وخارج الوطن وطبعا عرف كيف يوظف الموارد المالية التي لم تشتكي منها خزينة الفريق.

كل هذه المواصفات هي التي جعلتنا نلقبه بالرئيس الاحترابي،le Stratège الذي عاهد ووفى، التزم وفعل، وضمن مسبقا تأهيل فريقه شباب المحمدية إلى الدوري الاحترافي المغربي لكرة القدم بعد غياب طويل وبكل روح رياضية عالية فليتنافس المتنافسون.
Discussion about this post