أحزاب وسياية

رسالة مفتوحة من مناضل في حزب جبهة القوى الديموقراطية

تحية لكم جميعا، وبعد؛

أكتب إليكم، السيدات والسادة مسؤولات ومسؤولي الصحف الورقية والإلكترونية، هذه الرسالة المفتوحة بعد أن لاحظت انطلاقا من مسؤوليتي النضالية داخل الحزب والمجتمع على حد سواء، هجومات متوالية غير مبررة، لا أجزم إن كانت مجانية أم مدفوعة الأجر، من بعض وسائل الإعلام، من خلال نشر ومشاركة أخبار ووقائع زائفة تستهدف قيادات ورموز حزب جبهة القوى الديمقراطية، مستندة في ذلك على ما تدعيه “مصادرها ” مع ما يتبع ذلك من محاولات تشويه صورة الحزب ومكانته في المشهد السياسي و كذا تقزيم تاريخه و إسهاماته الجادة و المسؤولة في الحياة السياسية الوطنية.

ولقد كان من غير الضروري أن أكتب هذه الرسالة المفتوحة لو التزمت هذه الوسائل بقواعد المهنية واستقت رأي الحزب بموضوعية فيما تنشره بما تقتضيه من وضع الرأي في مقابل الرأي الآخر. لذلك أجدني مضطرا لوضع المتتبع في صورة حزب جبهة القوى الديمقراطية بعيدا عن هذه المفرقعات (الإعلامية) الصادرة عن بعض المصادر الصحفية، أقل ما يمكن أن تنعت به هو صحف الرصيف (الزنقة)، التي لم تعد تنطلي الحيل المستعملة فيها ومن أجلها على أحد، مادام الحزب يحظى بتقدير واحترام مختلف الأوساط وكافة القوى الحية في المجتمع نظير الجدية التي يترافع بها عن القضايا المصيرية للوطن والمواطن.

أوكد لكم، أيها السيدات والسادة، أنه لا يمكن لحفنة من الأشخاص الغرباء عن حزب جبهة القوى الديمقراطية أن يصبحوا بين برهة وأخرى ناطقين باسم هياكل الحزب و مؤسساته ومناضلاته و مناضليه، ولست مغاليا إن قلت بأن الحزب “عندو مواليه” وبأن الشرعية داخل الحزب لا تستمد لطارئ من قاعات الحفلات والمقاهي وما هو في حكم ذلك، وانما الشرعية تستمد من تراكمات وتجارب الحزب عبر تاريخه بشأن الديمقراطية التي يتبناها، كما أنني لن أغالي إن قلت أن قيادة الحزب لها من الشرعية التاريخية و الديمقراطية والتنظيمية والنضالية ما يجعلها مطمئنة إلى الحد الذي لا تقيم فيه وزنا لهذه الحفنة ولا لتلك الأقلام المدفوعة الأجر، كطفيليات دخيلة عن الجسم الإعلامي المهني و المحترف.

إن محاولات السطو على الإرث النضالي و السياسي للمرحوم التهامي الخياري كأحد أبرز مؤسسي وقادة الحزب من لدن من لم يعرفوا الراحل أصلا لهو ضربا من ضروب الخسة و الدناءة الأخلاقيتين أولا وأخيرا، وأود هنا و في هذا الباب أن أذكر أن الأستاذ الراحل التهامي الخياري و من معه من المناضلات والمناضلين الذين رحلوا إلى دار البقاء و لي اليقين أنهم الآن نياما قريري الأعين طالما أن حزب جبهة القوى الديمقراطية في أيادي أمينة كما سبق و أن أكد الأستاذ الراحل التهامي الخياري خلال أشغال المؤتمر الوطني الرابع للحزب سنة 2012 حيث أوضح إلى أنه سيسلم و يترك الحزب في أيادي أمينة قبل أن يرحل، و هو ما تم بالفعل و لازال الحزب كذلك، فالإرث النضالي و السياسي للمرحوم داخل صفوف الحزب هو ملكية خالصة لحزب جبهة القوى الديمقراطية، ولا مجال لأن تدعي أية جهة كانت وكيفما كانت أن تدعيه لنفسها.

إن المجال هنا لا يسع التذكير بكامل المنجز السياسي والتنظيمي والنضالي لحزب جبهة القوى الديمقراطية طيلة 26 سنة من وجوده المادي والقانوني، لأنها أولا محفورة في وجدان كل مناضلات ومناضلي الحزب الوفيات والأوفياء للخط النضالي للحزب، الثابتين على المبادئ والقيم التي بنى الحزب أساساته عليها وهم إلى اليوم كذلك يشتغلون بكل مسؤولية وجدية بشكل متواصل بكل عزيمة ونكران ذات وليست كشعارات للإستهلاك الإلكتروني عبر جدران العالم الإفتراضي، فشتان بين الواقع والمواقع.

ولأن المنجز أيضا معروف ومعترف به من لدن كافة شرائح المجتمع المغربي، وهذه الجدية هي البوصلة التي يواصل عليها الحزب مسيرته كما كان الشأن دائما، وهو ما عكسته أغلب المحطات التنظيمية للحزب وآخرها وليس أخيرها محطتي المؤتمر الوطني السادس بالعيون والدورة الخمسين للمجلس الوطني للحزب المنعقدة بمدينة فاس يوم 11 يونيو 2023 والتي أكد الحزب من خلالهما على التصاعد التدريجي لمنسوب الجدية في كافة مناحي اشتغال الحزب في ضل القيادة الشرعية للحزب المنبثقة عن مؤسسات الحزب.

إن حزب جبهة القوى الديمقراطية بقياداته التاريخية و برموزه ومناضليه مستمر في القيام بمهامه النضالية واستكمال كافة الأوراش التي فتحها منذ تأسيسه في إطار المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي الذي يعمل من أجل تحقيقه دون حاجة إلى التذكير بمواقفه واسهاماته في كافة القضايا المصيرية الكبرى للمغرب و للمغاربة، بدأ بتخليق الحياة العامة منذ ميلاد الحزب و هو ما جعله مثالا يحتذى به في الأوساط الحزبية، ناهيك عن قوته الاقتراحية في عدد من القضايا مثل قضايا الأسرة والثقافة والتعليم والتشغيل دون إغفال عدد الندوات الفكرية والعلمية التي تهم قضية الوحدة الوطنية و تعضيد مساعي المغرب في السلم على مستوى الفضاء الأفرو متوسطي.

إن حزب جبهة القوى الديمقراطية وعلى مر 26 سنة مضت على تأسيسه، وبناء على المواقع والمسؤوليات التي شغلها أطر وقيادات ومناضلي الحزب على مختلف المستويات والأصعدة، مكنته من بناء ثقافة ترتكز على الانفتاح الفكري والتنظيمي وعلى العمل الجماعي والتفاعل البنَّاء أفقيا وعموديا، بل إن أهم ما يميز الحزب ويجعله قادرا على مواجهة كافة التحديات هي الروح الوحدوية والاحترام المتبادل بين مختلف مكوناته، مما مكنت هذه الروح تنظيمات وقطاعات الحزب من تحصين نفسها بنفسها وجعلتها حصنا حصينا عصيا على المشوشين الذين تم وضعهم(ن) خارج هذه التنظيمات. إن أهم ما يميز الحزب أيضا ولاسيما في الآونة الأخيرة، و هو يحتفل بذكرى ميلاده السادسة و العشرين هو الالتحاق المتميز لعديد الأطر السياسية النوعية والفعاليات الجمعوية و لمختلف الطاقات الخلاقة التي يزخر بها المجتمع، وخاصة خلال الفترة بين المؤتمر الوطني السادس و الدورة الخمسين للمجلس الخمسون للمجلس الوطني التي انعقدت قبل شهر بمدينة فاس التي تجعلان الحزب ماض قدما بخطى ثابتة نحو المستقبل.

إن حزب جبهة القوى الديمقراطية بقيادته الشرعية المنبثقة عن المؤتمر الوطني السادس المنعقد بمدينة العيون أيام 25،26و27 مارس2022 وبكامل تنظيماته وقطاعاته لا يعبأ بهذه المحاولات اليائسة للنيل من قيادته ورموزه وتاريخه عبر تسخير بعض الأبواق التي لا هم لها سوى صناعة شهرة زائفة لا تجدي نفعا ولا ضرا، بل الحزب يزهد في الرد عليها، ليس خوفا أو تواضعا بقدر ما يعني ذلك تعاليا منه عن التفاهات والسخافات، موازاة مع اتخاذه لكافة التدابير والترتيبات القانونية وغيرها صيانة لكيان الحزب وضمانا لحقوقه.وإنه لمن المؤسف أن تنحدر الصحافة ببلادنا ( دون تعميم) إلى هذا المستوى في الوقت الذي يفترض أن تكون فيه رافدا وركنا أساسيا للبناء الديمقراطي ببلادنا، مسلحة في ذلك بالموضوعية و وإعمال مبدأ الرأي و الرأي الآخر، و ما جعل هذا البعض من الإعلام يتخندق بشكل غير مفهوم و الانخراط في مشروع تخريبي يستهدف حزب جبهة القوى الديمقراطية من خلال إيهام الرأي العام أن حزب جبهة القوى الديموقراطية يعرف مشاكل وتمر بمنحدرات متعددة، و هي بالمناسبة أمور لا تعني محرري تلك المسماة زورا بمواد إعلامية ولا تهم الرأي العام في شيء، حيث أن ما ينشر لا يُقدم ولا يُؤخر من مسيرة الحزب النضالية، حيث تشهد جبهة القوى الديموقراطية دينامية متفردة تميزها عن الكثير من الأحزاب السياسية.

وختاما أقول لهؤلاء وأولائك أن حزب جبهة القوى الديمقراطية ليس له إلا قيادة واحدة متماسكة وله قنواته الرسمية التي يقوم بتصريف خطاباته ومواقفه عبرها في ترجمة واضحة لمقررات أجهزته الشرعية التنفيذية منها والتقريرية، وأي مساس بكيان الحزب لن يكون إلا وبالا على تلك الشرذمة ومن في حكمها، التي تحاول قد الإمكان تهديد الوحدة السياسية والتنظيمية للحزب المتماسكة أصلا.

وعاش حزب جبهة القوى الديمقراطية حداثيا ديمقراطيا جماهيريا.

عبد الراضي لمقدم عضو مؤسس وعضو المجلس الوطني لحزب جبهة القوى الديمقراطية؛عضو مجلس جماعي بإقليم الناظور؛وحرر بالرباط في 8 غشت 2023.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى